الثلاثاء، 29 مايو 2012

الكوابيــــــــــس 
اقصوصة
نقوس المهدي


* اهداء الى صديقي العزيز نزار الهنداوي الموغل في البعد الطاعن في الغياب




أطل القمر من أعلى شرفة في السماء السابعة.. فبهره بريق المياه المنسابة كالفضة ، وأطربه نقيق الضفادع، وخيل إليه أن آلاف المدى مشرعة في وجهه، وان جيشا جرارا بكامل عدده وعدته يود اكتساح معاقله، فولى الأدبار واحكم إغلاق أبواب غرفته.. ساعتها توشحت السماء والجبال والسهول والبحار والحدائق والفجاج بملاءة سوداء، وأضحى الظلام القاتم يسيطر بوقاحة على كل الجبهات... فبكى الأطفال خوفا من الكوابيس التي كانت تحدق بهم، واستنجدوا بالبدر الذي طلع وقتها خجولا وجلا محمر العينين من فرط الحياء...



ــــــــــــــــــــــــــ 
* نشرت بالملحق  الثقافي  لجريدة العمل التونسية
- سلالات آيلة للسقوط
نقوس المهدي




لأنه يعيش رفاهية العهر.
ويخشى مخاتلات الشيب الرجيم.
نجمة نجمة يستدرج السلطان كل الخيبات الى طيلسانه نكاية في الوقت
يستبيح فائض الموسيقى في تغريد العصافير .
والهواء في صدور الصبايا الحالمات على هاجس ضفيرة بالفطائر والحلوى، وهن يعلكن لبان الصبر المعلب، ويغزلن الوهم على وشيعة الانتظار، ويصخين السمع للرصاصات النازفة من باطن الجرح
فيما الاذاعات تعدد الأضرار النفسية للعشق.
وعن مواطن انتحر يأسا بسبب حب فاشل.
كي لا يموت من بؤسه مرتين.
وكي لا يدير خده اليسار اذا صفع اليمين.
وعن فرحته
من لوعته
وعن شجنه
من وحدته
وعن شغفه
من نقمته
وعن جنونه
من جرأته
وعن هفوته
من لهفته
وعن غبطته
من ورطته
وعن برمه
من وهمه
وعن سيرته
من صورته
وعن بسمته
وعن فرحته
وعن جسارته
من قدرته
وعن سعادته
وعن سعلته
وعن ضحكته
وعن ورطته
وعن النار
والنخلة الشاهقة
ومن غضب
ومن ألم
ومن لهف عليه

***

هي ذي الاذاعات تتهجى أورادها
تداول الوشاية
وتلجم الألسنة بمسد الرهبنة
ولا من يهشها
والبحر وقوفا به صحبي على باسهم
يتجشأ من تخمته مخفورا باسراب بنات اوى وبنات وردان

***

يا وطني
يا معمدا بملح العين وزلال الريق
دع الشموس تغني على جراحنا الصامدة
تلك آيتك
اني اراك تسقي شعبك خمرا
فتسكر الطير من يديك
لا تحزن ياوطني
سازرع في ثراك قلبي
أحرسك من البغاة ومن السفهاء
واطرد الغبار عن برواز الشهداء
فانت احق منا بالمديح وبالرثاء .
فللفرح المعتق مذاق الهباء
وللاحزان غربتها
وللدماء تغريبتها
ولك انت وحدك كل هذا البهاء